Friday, July 4, 2008


الاستاذ ماجدي البسيوني يكتب عن شعب دمياط مقالة بعنوان
صينية بسبوسة

لم أبارح محافظة دمياط منذ بداية الثورة الشعبية التى انطلقت من كل حى وزقاق سواء داخل دمياط العاصمة أو بكافة مدنها الممتدة من حدود محافظة الدقهلية وحتى حدودها مع بورسعيد وصولا لشاطئ البحر المتوسط، منذ شهر مارس الماضى إلا مرات قليلة للمشاركة فى فاعلية لنفس القضية التى لم تنم دمياط على مدى خمسة أشهر لأعود لحضنها سريعا للمشاركة مع أهلى.. التصقت أكثر بكافة الفئات والتصنيفات ولاسيما البسطاء منهم.. إصرار لا ينثنى ولا يلين ولا يتراجع عن عزمه على نقل مصنع الموت المسمى بأجريوم عن دمياط.. عشت إصرار الرجال وعزم الأمهات ودبة قدم الأطفال.. شاهدت الأم مارى مديرة مدرسة الأورمان وهى تتقدم قوية الصوت تقسم أنها لن ينام لها جفن إلا برحيل المصنع الملعون عن دمياط اختارها الله لكنه استجاب لدعائها فنامى قريرة العينين يا أماه.. ولم أنس شدة يد الأسقف باندانمول وهو يقسم بأنه لن يتوانى لحظه عن الصلاة والدعاء لرحيل مصنع الموت عن كل شبر من أرضنا الطاهرة.. مازالت كلمات إمامنا أمام مسجد عباد الرحمن تملأ صدرى وهو يؤكد أن الدفاع عن دمياط هو فرض عين على كل من يحيا على أرضها.. وكيف لمثلى أن ينسى اللوحة الدمياطية الرائعة النقية المتمثلة فى الدكتورة سهير فودة والدكتور أنور حمدون.. العمة بجانب الأخت بجانب النجار والاستورجى والأشرجى والموظف البسيط والصياد والطبيب..

لن أنسى الطفل الذى لم يتعد عمره التاسعة وهو يشق الحائط الأمنى ويزيح بيده لواء شرطة من أمامه ونحن على بعد أمتار من بوابة أجريوم وهو يصرخ "لو ما حتس (يقصد حدش) لت (يقصد رد) علينا هنسيل (يقصد هنشيل) المسنع (يقصد المصنع) بإتينا (يقصد بإدينا)". كنت أقول ومازلت لا تنتظروا قرارا من أحد فقرارنا بأيدينا لا بيد رئيس ولا محافظ ولا حتى خفير الوزراء الذى ظل ولم يزل يدافع باستماتة فاجرة عن أجريوم.. كنت ومازلت متسلحا بإصرار الطفل ذى التسعة أعوام وهو عازم النية صلب "هنسيل المسنع بإتينا" كل دمياط قالت لمن جلب أجريوم لا إلا اللمم.. وكل دمياط لن تنسى كل الشرفاء فى مصرنا الذين لبوا نداءها وقالوا لا لاستنزاف مصر من أسوان إلى الإسكندرية وسارعوا لمساندتها.. لن تنسى دمياط عمنا فاروق جويدة صاحب مبادرة الرفض الأولى والمبدع عبدالرحمن يوسف الذى تصدى بقصيدته التى يستوجب علينا أن نتخذها هنا فى دمياط نشيدا وطنيا.. لن ننسى وقفة د.محمد سيد سعيد، فأقل ما تفعله دمياط جلها أن تتضرع لله بالشفاء والصمود له فى وجه كل فاسد على أرض مصر المكلومة.. ولن ننسى نبل عمنا سعد هجرس سفير الحق الدمياطى فى عقر دار السفير الكندى.. أحمد المسلمانى يا طبعة دمياط الأولى، قبلات كل الدمايطة لأسرتى "المصرى اليوم" و"البديل" وشربة فواكه البحر والبسبوسة للرائعة منى الشاذلى وكامل فريقها الذى لم يتوان.. يا رفاقنا فى الهم والحلم بالعربى والأهالى والفجر والدستور وصوت الأمة والكرامة واليوم السابع والأسبوع وجريدة المال والنهار وقناة الجزيرة والساعة والصحة والجمال نرفع أمامكم القبعة ونقدم طعم كل الحلويات الدمياطية لـ: د.فادية مغيث.. نور الهدى زكى د.أشرف البيومى د.يحيى القزاز د.عبدالخالق فاروق وصديقنا سعيد اللاوندى وسعيد الكفراوى ومحمد عبدالقدوس وخالد صلاح ومدحت الزاهد وإبراهيم منصور..

أجمل صينية من خشب المحفورة بأيادى صنايعية دمياط ممتلئة بالملبن الحبل المحشو بعين الجمل، واللديدة والجزرية والمرمرية والبقلاوة وبسيمة والكنافة الدمياطى لكم ولمؤسسة حابى ولكل من إذا ذكرتهم لاحتجت لكتاب بالفعل قررت البدء فيه، ولأعضاء مجلسى الشورى والشعب الشرفاء.. الخاينين لا، واللى باعوا لا، واللى لعبوا على الحبال لا، واللى على رؤوسهم بطحات ألف لا ولا. يا قائدنا ضياء الدين داود يا عمنا حسب الله الكفراوى، يا درتنا درية شرف الدين يا سفيرنا عبدالرءوف الريدى يا معلمنا إبراهيم العيسوى يا إصرارنا ممدوح حمزة، أيها الرائع عصام سلطان، يا صديقنا محمد الباز، يا من تحملتم واجبكم كونكم من أهل الدار.. ويا كل شعب دمياط لا تغضبوا من كل اللافتات التى تملأ سماءكم اليوم باسم الحزب الوطنى ورئيسه.. أسمعكم تقولون: ألا يخجلون من أنهم هم المتهمون بجلب أجريوم إلينا للمزيد من استنزاف مصر.. إنها عادتهم لكن الفجر آت فليرحلوا قبل الطوفان إن بقيت فى عروقهم دماء
!

1 comment:

Anonymous said...

مهما قلت لن اعبر عن جمال وروعة وصدق هذا المقال وتأثيره في النفس.فلك الشكر استاذ ماجدي البسيوني ولك كل الاحترام